تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠
كلبهم) * قول صادر عن علم لا عن رجم ظن كقول غيرهم، ومعنى قوله: * (رجما بالغيب) *: رميا بالخبر الخفي وإتيانا به، نحو قوله: * (ويقذفون بالغيب) * (1) أي:
يأتون به، أو وضع الرجم موضع الظن كأنه قال: ظنا بالغيب، قال زهير:
وما هو عنها بالحديث المرجم (2) أي: المظنون، وعن ابن عباس: حين وقعت الواو انقطعت العدة، يعني: لم يبق بعدها عدة عاد يلتفت إليها، وثبت أنهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع (3)، ويدل عليه أنه سبحانه أتبع القولين قوله: * (رجما بالغيب) * وأتبع القول الثالث قوله:
* (ما يعلمهم إلا قليل) *، وقال ابن عباس: أنا من أولئك القليل (4) * (فلا تمار فيهم) * أي: فلا تجادل أهل الكتاب في أمر أصحاب الكهف * (إلا) * جدالا * (ظهرا) * بحجة ودلالة تقص عليهم ما أوحى الله إليك، وهو كقوله: * (وجد لهم بالتي هي أحسن) * (5)، * (ولا تستفت) * ولا تسأل * (أحدا) * منهم عن قصتهم.
* (ولا تقولن ل‍) * أجل * (شئ) * تعزم عليه: * (إني فاعل ذلك) * الشئ * (غدا) * أي: فيما يستقبل من الأوقات. * (إلا أن يشاء الله) * متعلق بالنهي لا بقوله:
* (إني فاعل) * لأنه لو قال: إني فاعل كذا إلا أن يشاء الله كان معناه: إلا أن تعترض

(١) سبأ: ٥٣.
(٢) وصدره: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم. والبيت من معلقته التي مطلعها:
أمن أم أوفي دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم وفيها يخاطب قبيلة ذبيان وأحلافهم ويحرضهم على الصلح مع بني عمهم بني عبس، ويخوفهم من الحرب، فإنهم قد علموا شدائدها في حرب داحس، فيقول لهم: ما الحرب إلا ما جربتم وذقتم مرارتها فإياكم أن تعودوا إلى مثلها. انظر ديوان زهير بن أبي سلمى: ص ٨١.
(٣) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٣ ص ٢٩٧.
(٤) كما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٣ ص ١٥٦.
(٥) النحل: ١٢٥.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»