تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٨
أبي طالب ولم يؤسر أحد من أصحاب رسول الله (1).
* (عرض الدنيا) * حطامها، سمي بذلك لأنه حدث قليل اللبث، يريد الفداء، والخطاب للمؤمنين الذين رغبوا في أخذ الفداء من الأسرى * (والله يريد الآخرة) * أي: تريدون عاجل الحظ من عرض الدنيا، والله يريد لكم ثواب الآخرة * (والله عزيز) * يغلب أولياءه على أعدائه، ويتمكنون منهم قتلا وأسرا ويطلق لهم الفداء، ولكنه * (حكيم) * يؤخر ذلك وهم يعجلون.
* (لولا كتب من الله) * أي: حكم منه * (سبق) * إثباته في اللوح بإباحة الغنائم لكم * (لمسكم فيما) * استحللتم قبل الإباحة * (عذاب عظيم) *، وقيل: لولا كتاب من الله في القرآن: أنه لا يعذبكم والنبي بين أظهركم (2).
* (فكلوا مما غنمتم) * هذا إباحة للفداء لأنه من جملة الغنائم، وقيل: إنهم أمسكوا عن الغنائم ولم يمدوا أيديهم إليها، فنزلت الآية (3)، ومعنى الفاء التسبيب، أي: قد أبحت لكم الغنائم * (فكلوا مما غنمتم) *، و * (حللا) * نصب على الحال من المغنوم، أو صفة للمصدر، أي: أكلا حلالا.
* (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم (70) وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم (71)) * وقرئ: * (من الاسرى) * وهو أقيس من " الأسارى " (4)، لأن الأسير فعيل

(١) رواها الزمخشري في كشافه: ج ٢ ص ٢٣٦، والبغوي في تفسيره: ج ٢ ص ٢٦٣.
(٢) قاله الجبائي كما في التبيان: ج ٥ ص ١٥٧.
(٣) حكاه البغوي في تفسيره: ج ٢ ص ٢٦٢.
(٤) وقراءة " الأسارى " هي قراءة أبي عمرو وأبي جعفر. راجع التبيان: ج ٥ ص ١٥٩، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 309.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 43 44 ... » »»