لا يدعون حينئذ غيره معه * (لئن أنجيتنا) * على إرادة القول، أو لأن * (دعوا) * من جملة القول.
* (يبغون في الأرض) * يفسدون فيها ويعيثون ممعنين في ذلك، وقرئ: * (متع الحياة الدنيا) * بالنصب، والفرق بين القراءتين (1) أنك إذا رفعت كان " المتاع " خبر المبتدأ الذي هو * (بغيكم) *، و * (على أنفسكم) * صلته كقوله: * (فبغى عليهم) * (2)، ومعناه: إنما بغيكم على أمثالكم، أي: بغي بعضكم على بعض منفعة الحياة الدنيا لا بقاء لها، وإذا نصبت فالخبر * (على أنفسكم) * والمعنى: إنما بغيكم وبال على أنفسكم، و * (متع) * مصدر مؤكد.
وفي الحديث: " لا تمكر ولا تعن ماكرا، ولا تبغ ولا تعن باغيا، ولا تنكث ولا تعن ناكثا " وكان يتلوها (3). وروي: " ثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين " (4).
* (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قدرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) والله يدعوا إلى دار السلم ويهدي من يشاء إلى صرا ط مستقيم (25) للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحب الجنة هم فيها خالدون (26)) *