تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
القيامة * (لقضى بينهم فيما) * اختلفوا * (فيه) * ويميز المحق من المبطل، ولكن الحكمة أوجبت أن تكون هذه الدار للتكليف وتلك للثواب والعقاب.
* (ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين (20) وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون (21)) * أرادوا * (آية) * من الآيات التي كانوا يقترحونها * (فقل إنما الغيب لله) * هو المختص به، والصارف عن إنزال الآيات المقترحة أمر مغيب لا يعلمه إلا هو * (فانتظروا) * نزول ما اقترحتموه * (إني معكم من المنتظرين) * لما يفعل الله بكم لعنادكم وتماديكم في جحود الآيات الباهرة التي لم ينزل على أحد من الأنبياء مثلها، ومن جملتها القرآن المعجز الباقي على وجه الدهر.
* (إذا) * الأولى للشرط والأخيرة جوابها، وهي ظرف مكان، والمكر: إخفاء المكيدة وطيها، من الجارية الممكورة: المطوية الخلق، و * (مستهم) * خالطتهم حتى أحسوا بسوء أثرها فيهم، وهو أنه سبحانه سلط على أهل مكة القحط سبع سنين حتى كادوا يهلكون، ثم لما رحمهم بالحيا (1) صاروا يطعنون في آيات الله ويعادون رسوله ويكيدونه، فلذلك وصفهم بسرعة المكر حتى أتى بكلمة المفاجأة، فكأنه قال: فاجأوا وقوع المكر منهم وسارعوا إليه * (قل الله أسرع مكرا) * يدبر عقابكم ويوقعه بكم قبل أن تدبروا في إطفاء نور الإسلام * (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) * إعلام بأن ما يظنونه خافيا غير خاف عند الله تعالى.
* (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين

(1) أحيا القوم: إذا صاروا في الحيا وهو الخصب، وأيضا: المطر. (الصحاح: مادة حيا).
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»