تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
عطفا على عاملين، وفي هذا دليل على أن المراد بالزيادة: الفضل * (ما لهم من الله من عاصم) * أي: لا يعصمهم أحد من سخط الله وعذابه، أو مالهم من جهة الله من يعصمهم كما يكون للمؤمنين * (مظلما) * حال من الليل، ومن قرأ: " قطعا " بالسكون (1) جعله صفة له * (مكانكم) * الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم، و * (أنتم) * تأكيد للضمير في * (مكانكم) *، لأنه سد مسد " الزموا " * (وشركاؤكم) * عطف عليه * (فزيلنا بينهم) * ففرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم في الدنيا * (ما كنتم إيانا تعبدون) * إنما كنتم تعبدون الشياطين حيث أمروكم أن تتخذوا لله أندادا فأطعتموهم.
* (إن كنا) * هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة، وهم الملائكة والمسيح ومن عبدوه من دون الله من أولي العقل، وقيل: هم الأصنام ينطقها الله عز وجل بذلك مكان الشفاعة التي رجوها منهم (2).
* (هنالك) * أي: في ذلك المقام، أو في ذلك الوقت على الاستعارة * (تبلوا) * أي: تختبر وتذوق * (كل نفس ما أسلفت) * من العمل فتعرف كيف هو، أنافع أم ضار؟ أو مقبول أو مردود؟ ومنه * (يوم تبلى السرائر) * (3)، وقرئ: " تتلوا " (4) أي:
تتبع ما أسلفت، لأن عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار، أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر * (موليهم الحق) * ربهم الصادق ربوبيته، أو الذي يتولى حسابهم العدل الذي لا يجور * (وضل عنهم ما كانوا يفترون) *

(١) وهي قراءة ابن كثير والكسائي ويعقوب. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد:
ص ٣٢٥.
(٢) قاله مجاهد وابن زيد وابن عطية راجع تفسير الطبري: ج ٦ ص ٥٥٦.
(٣) الطارق: ٩.
(4) قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 325.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»