الكثير الباقي * (واطمأنوا بها) * وسكنوا إليها سكون من لا يزعج عنها * (والذين هم عن آياتنا غفلون) * ذاهبون عن تأملها، ذاهلون عن النظر فيها.
* (يهديهم ربهم بإيمانهم) * يوفقهم بسبب إيمانهم للاستقامة على سلوك الطريق الموصل إلى الثواب، ولذلك جعل قوله: * (تجري من تحتهم الأنهار) * بيانا له وتفسيرا، لأن التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها، أو: * (يهديهم) * في الآخرة بنور إيمانهم إلى سبيل الجنة، نحو قوله: * (يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) * (1). * (دعواهم) * أي: دعاؤهم * (فيها سبحانك اللهم) *، ومعناه:
اللهم إنا نسبحك، كما ورد في دعاء القنوت: " اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد " (2)، ويجوز أن يراد بالدعاء العبادة على معنى: أنه لا تكليف في الجنة ولا عبادة، وما عبادتهم إلا أن يسبحوا الله ويحمدوه، وينطقون بذلك تلذذا من غير كلفة * (وآخر دعواهم) * وخاتمة دعائهم * (أن) * يقولوا: * (الحمد لله رب العلمين) *، وقوله: * (وتحيتهم فيها سلم) * معناه: أن بعضهم يحيي بعضا بالسلام، وقيل: هي تحية الملائكة إياهم (3)، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، وقيل: هي تحية الله لهم (4)، و " أن " هي المخففة من الثقيلة، وأصله: أنه الحمد لله.
* (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون (11) وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون (12)) *