أي: * (و) * أرسلنا * (إلى ثمود) * قرئ بمنع الصرف على تأويل القبيلة (1)، وهو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، وصالح من ولد ثمود * (قد جاءتكم بينة) * أي: دلالة معجزة وآية ظاهرة شاهدة على صحة نبوتي * (هذه ناقة الله) * كأنه قيل: ما هذه البينة؟ فقال: * (هذه ناقة الله) * أضافها إلى * (الله) * لأنه خلقها بلا واسطة، وخرجت من صخرة ملساء تمخضت بها تمخض النتوج (2) بولدها، ثم انصدعت عن ناقة عشراء جوفاء وبراء (3) لا يعلم ما بين جنبيها إلا الله عظما وهم سورة الأعراف / 74 و 75 ينظرون، ثم نتجت ولدا مثلها في العظم، وكان لها شرب يوم تشرب فيه ماء الوادي كله، وتسقيهم اللبن بدله، ولهم شرب يوم يخصهم لاتقرب فيه ماءهم، و * (آية) * نصب على الحال، والعامل فيها مادلت عليه اسم الإشارة التي هي * (هذه) * من معنى الفعل، كأنه قيل: أشير إليها آية، و * (لكم) * بيان لمن هي له آية موجبة عليه الإيمان خاصة وهم ثمود، لأنهم عاينوها وسمع غيرهم خبرها وليس الخبر كالمعاينة، فكأنه قال: لكم خصوصا * (فذروها تأكل في أرض الله) * أي: الأرض أرض الله والناقة ناقة الله فذروها تأكل في أرض ربها، فليست الأرض لكم ولا ما فيها من النبات من إنباتكم * (ولا تمسوها بسوء) * أي: بعقر أو نحر أو شئ من الأذى إكراما لآية الله * (واذكروا إذ جعلكم خلفاء... في الأرض) * بأن مكنكم فيها * (من بعد عاد وبوأكم) * ونزلكم وجعل لكم فيها مساكن تأوون إليها
(٦٧٠)