تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٧
غيره، ويجوز أن يكون * (هم) * مبتدأ و * (المفلحون) * خبره، والجملة خبر * (أولئك) *. و " المفلح ": الفائز بالبغية، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر.
و " المفلج " بالجيم مثله (1).
وقوله: * (على هدى من ربهم) * أدغمت بغنة وغير غنة، والغنة: صوت خفي يخرج من الخيشوم، والنون الساكنة والتنوين لهما ثلاثة أحوال مع الحروف في جميع القرآن: الإظهار وذلك مع حروف الحلق، والإدغام و (2) ذلك مع الميم، نحو * (هدى من ربهم) * و * (على أمم ممن معك) * (3) لا يجوز إلا الإدغام هنا لاشتراك النون والميم في الغنة، والإخفاء وذلك مع سائر الحروف، نحو * (من دابة) * (4) و * (بمن فيها) * (5). وهذا عند جميع القراء إلا أبا عمرو (6) وحمزة (7) والكسائي (8) فإنهم يدغمونهما في اللام والراء نحو: * (هدى للمتقين) * و * (من

(١) انظر لسان العرب: مادة فلج.
(٢) في نسخة زيادة: يجوز.
(٣) هود: ٤٨.
(٤) الانعام: ٣٨.
(٥) العنكبوت: ٣٢.
(٦) أبو عمرو، هو زبان بن العلاء البصري، أحد القراء السبعة، سمع أنس بن مالك، وعنه أحمد الليثي وأحمد اللؤلؤي، عالم بالعربية والشعر، توفي عام ١٥٤ ه‍. (فهرست ابن النديم:
ص ٤٨، وطبقات الشعراء: ج ١ ص ٢٨٨، وتاريخ التراث العربي: مج ١ ج ١ ص ١٥٣).
(٧) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن الزبان التميمي، أحد القراء السبعة، ولد بالكوفة سنة ٨٠ ه‍، أخذ القراءة عرضا عن الأعمش وحمران بن أعين وغيرهما، كان عالما بالقراءات، بصيرا بالفرائض، إليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم، توفي سنة ١٥٦ ه‍. (المعارف لابن قتيبة: ص ٢٦٣، وفهرست ابن النديم: ص ٢٩، وغاية النهاية للجزري: ج ١ ص ٢٦١ - ٢٦٣، وأعيان الشيعة: ج ٦ ص ٢٣٨).
(٨) هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي بالولاء الكوفي المعروف بالكسائي، أحد القراء السبعة، كان إماما في النحو واللغة والقراءات، قرأ على يد حمزة، كان يؤدب الأمين بن هارون الرشيد ويعلمه الأدب، توفي بالري وكان قد خرج إليها بصحبة هارون الرشيد وذلك سنة ١٨٩ ه‍. (وفيات الأعيان: ج ٢ ص ٤٥٧، والكنى والألقاب: ج ٣ ص ١١٢).
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»