تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٨١
ويجوز أن يراد: وإن أنساك الشيطان قبل النهي قبح مجالستهم فلا تقعد معهم بعد أن ذكرناك قبحها ونبهناك عليه (1) (2) * (وما على الذين يتقون) * أي: وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شئ مما يحاسبون عليه من ذنوبهم * (ولكن) * عليهم أن يذكروهم * (ذكرى) * إذا سمعوهم يخوضون فيها بأن يقوموا عنهم ويظهروا الكراهية لهم * (لعلهم يتقون) * يجتنبون الخوض كراهية لمساءتهم أو حياء، ويجوز أن يكون * (ذكرى) * رفعا (3) على: ولكن عليهم ذكرى.
* (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) * (70) * (اتخذوا دينهم) * الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الإسلام * (لعبا ولهوا) * حيث سخروا به واستهزأوا منه، ومعنى " ذرهم ": أعرض عنهم ولا تبال بتكذيبهم واستهزائهم * (وذكر به) * أي: بالقرآن * (أن تبسل نفس بما كسبت) * أي: مخافة أن تسلم نفس إلى الهلاك والعذاب، وترتهن بسوء كسبها * (وإن تعدل كل عدل) * أي:

(١) وهو قول القرطبي في تفسيره: ج ٧ ص ١٤، والهمداني في الفريد: ج ٢ ص ١٦٧.
(٢) قال الشيخ في التبيان: ج ٢ ص ١٦٥: واستدل الجبائي بالآية على أن الأنبياء يجوز عليهم السهو والنسيان قال بخلاف ما يقوله الرافضة بزعمهم أنه لا يجوز عليهم شئ من ذلك. وهذا ليس بصحيح، لأنا نقول: إنما لا يجوز عليهم السهو والنسيان فيما يؤدونه عن الله، فأما غير ذلك فإنه يجوز أن ينسوه أو يسهو عنه مما لم يؤد ذلك إلى الاخلال بكمال العقل، وكيف لا يجوز عليهم ذلك وهم ينامون ويمرضون ويغشى عليهم، والنوم سهو، وينسون كثيرا من متصرفاتهم أيضا وما جرى لهم فيما مضى من الزمان، والذي ظنه فاسد.
(٣) انظر تفصيل ذلك في الكشاف: ج ٢ ص ٣٥، والفريد في اعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 167 - 168.
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»