تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٦٢
ويضلون * (و) * ما * (يهلكون إلا أنفسهم) * ولا يتعدى ضررهم إلى غيرهم وإن ظنوا أنهم يضرون رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
* (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27) بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكذبون) * (28) سورة الأنعام / 28 - 30 جواب * (لو ترى) * محذوف، والتقدير: لرأيت أمرا فظيعا (2)، والمعنى: ولو ترى إذ أطلعوا على النار حتى يعاينوها، أو أدخلوها فعرفوا مقدار عذابها، من قولك: وقفته على كذا: إذا عرفته وفهمته (3) * (فقالوا يا ليتنا نرد) * تم هنا تمنيهم، ثم ابتدأوا * (ولا نكذب) * أي: ونحن لا نكذب * (بآيات ربنا) * ونؤمن، ويجوز أن يكون معطوفا على * (نرد) * أو حالا على معنى: يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين، فيدخل تحت حكم التمني (4). وقرئ: * (ولا نكذب) * و * (نكون) * بالنصب بإضمار " أن " على جواب التمني، ومعناه: إن رددنا لم نكذب ونكن من

(١) قال الشيخ (قدس سره): وفي الآية - الأخيرة - دلالة على بطلان قول من قال: معرفة الله ضرورة وأن من لا يعرف الله ولا يعرف نبيه لا حجة عليه، لأن الله بين أن هؤلاء الكفار قد أهلكوا أنفسهم بنهيهم عن قبول القرآن وتباعدهم عنه وأنهم لا يشعرون ولا يعلمون بإهلاكهم أنفسهم بذلك، فلو كان من لا يعرف الله ولا نبيه ولا دينه لا حجة عليه لكانوا هؤلاء معذورين ولم يكونوا هالكين، وذلك خلاف ما نطق به القرآن. (التبيان: ج ٤ ص ١٠٧).
(٢) راجع تفصيله في الفريد في اعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ١٣٦.
(٣) قال الزجاج: ومعنى " وقفوا " على النار يحتمل ثلاثة أوجه: جائز أن يكونوا عاينوها، وجائز أن يكونوا عليها وهي تحتهم، والأجود أن يكون معناها: دخلوها فعرفوا مقدار عذابها كما تقول في الكلام: قد وقفت على ما عند فلان، تريد قد فهمته وتبينته. (معاني القرآن:
ج ٢ ص ٢٣٩).
(٤) وهو اختيار البلخي والجبائي والزجاج على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ١٠٨، راجع معاني القرآن: ج 2 ص 239.
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»