وعتبة (1) وشيبة (2) وأضرابهم (3) يستمعون تلاوة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا للنضر:
يا أبا قتيلة ما يقول محمد؟ فقال: والذي جعلها بيته - يعني الكعبة - ما أدري ما يقول، إلا أنه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين مثل ما حدثتكم، وقال أبو سفيان: إني لا أراه حقا، فقال أبو جهل: كلا، فنزلت (4).
والأكنة على القلوب والوقر في الآذان، مثل في نبو (5) قلوبهم وأسماعهم عن قبوله، وأسند الفعل إلى نفسه في قوله: * (وجعلنا) * ليدل على أنه أمر ثابت مستقر فيهم كأنهم مجبولون عليه، أو هي حكاية لما كانوا ينطقون به من قولهم: * (وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب) * (6)، و * (يجادلونك) * في موضع الحال، و * (يقول الذين كفروا) * تفسير لجدالهم، والمعنى: أنه بلغ تكذيبهم بالآيات إلى أنهم يجادلونك ويناكرونك ويجعلون كلام الله الذي هو أصدق الحديث أكاذيب وخرافات، وهي الغاية في التكذيب * (وهم ينهون) * الناس عن القرآن وعن الرسول واتباعه، ويثبطونهم عن التصديق به * (وينون عنه) * بأنفسهم فيضلون