* (فامنوا خيرا لكم) * ومثله * (انتهوا خيرا لكم) * انتصب بمضمر، وهو أنه لما دعاهم إلى الإيمان وإلى الانتهاء عن التثليث علم أنه يحملهم على أمر فقال:
* (خيرا لكم) * اقصدوا أو ائتوا أمرا خيرا لكم مما أنتم فيه من الكفر والتثليث وهو الإيمان والتوحيد * (لا تغلوا في دينكم) * غلت اليهود في المسيح حتى قالت: ولد لغير رشدة، وغلت النصارى فيه حيث جعلوه إلها * (ولا تقولوا على الله إلا الحق) * وهو تنزيهه عن الشريك والولد * (وكلمته) * قيل لعيسى: كلمة الله وكلمة منه، لأنه وجد بكلمته وأمره لاغير من غير واسطة أب ولا نطفة، وقيل له: روح الله * (وروح منه) * كذلك لأنه ذو روح وجد من غير جزء من ذي روح كالنطفة المنفصلة من الحي، وإنما أنشئ إنشاء من عند الله خالصا * (ألقاها إلى مريم) * أوصلها إليها وحصلها فيها * (ثلاثة) خبر مبتدأ محذوف، فإن صح عنهم قولهم: هو جوهر واحد ثلاثة أقانيم فتقديره: الله ثلاثة، وإلا فتقديره: الآلهة ثلاثة * (سبحانه أن يكون له ولد) * أي: أسبحه تسبيحا من أن يكون له ولد * (له ما في السماوات وما في الأرض) * بيان لتنزهه (1) مما نسب إليه، المعنى: أن كل ما فيهما خلقه وملكه فكيف يكون بعض خلقه وملكه جزء منه؟! * (وكفى بالله وكيلا) * يكل الخلق إليه أمورهم، فهو الغني عنهم وهم الفقراء إليه.
سورة النساء / 172 - 175 * (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا (172) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) * (173)