تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٦٣
الله يسيرا) * (169) لما سألوا إنزال الكتاب من السماء واحتج سبحانه عليهم بقوله: * (إنا أوحينا إليك) * قال: * (لكن الله يشهد) * على معنى: أنهم لا يشهدون لكن الله يشهد، وقيل: لما نزلت * (إنا أوحينا إليك) * قالوا: ما نشهد لك بهذا فنزل * (لكن الله يشهد) * (1)، ومعنى شهادة الله * (بما أنزل) * إليه: إثباته لصحته بالمعجزات كما تثبت الدعاوى بالبينات، وشهادة * (الملائكة) *: شهادتهم بأنه حق وصدق، ومعنى قوله: * (أنزله بعلمه) * أنزله ملتبسا بعلمه الخاص الذي لا يعلمه غيره وهو تأليفه على أسلوب ونظم أعجز كل بليغ، وقيل: أنزله وهو عالم بأنك أهل لإنزاله إليك ومبلغ له (2) * (وكفى بالله شهيدا) * وإن لم يشهد غيره * (كفروا وظلموا) * جمعوا بين الكفر والظلم، أو كان بعضهم كافرين وبعضهم ظالمين * (ولا ليهديهم طريقا) * لا يلطف بهم فيسلكون الطريق الموصل إلى * (جهنم) *، أو لا يهديهم يوم القيامة إلا طريقها.
* (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فامنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما (170) يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله وا حد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا) * (171)

(1) قاله القتيبي كما حكاه عنه السمرقندي في تفسيره: ج 1 ص 406.
(2) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 592، والقرطبي في تفسيره: ج 6 ص 19.
(٤٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 ... » »»