تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٥٣
قال: فلا تقعدوا مع الكافرين بها والمستهزئين بها، وفي هذا (1) دلالة على تحريم مجالسة الكفار والفساق وأهل البدع من أي جنس كانوا.
* (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيمة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا (141) إن المنفقين يخدعون الله وهو خدعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142) مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) * (143) * (الذين يتربصون) * بدل من * (الذين يتخذون) * (2) أو صفة ل‍ * (المنفقين) * أو نصب على الذم (3)، ومعناه: ينتظرون بكم ما يتجدد لكم من فتح أو إخفاق * (قالوا ألم نكن معكم) * فأسهموا لنا في الغنيمة * (قالوا ألم نستحوذ عليكم) * أي:
ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم * (ونمنعكم من) * المسلمين بأن ثبطناهم عنكم وتوانينا في مظاهرتهم عليكم وأطلعناكم على أسرارهم وأفضينا إليكم بأخبارهم فاعرفوا لنا هذا الحق، وسمى ظفر المسلمين فتحا وظفر الكافرين نصيبا تعظيما لشأن المسلمين وتحقيرا لحظ الكافرين * (فالله يحكم بينكم) * وبين المنافقين أيها المؤمنون * (يوم القيمة) * بالحق فيدخلكم الجنة ويدخلهم النار * (إن المنفقين يخدعون الله) * أي: يفعلون فعل المخادع من إظهار الإيمان وإبطان الكفر * (وهو خدعهم) * من خادعته فخدعته، أي: فاعل بهم ما يفعل

(1) في نسخة: هذه الآية.
(2) الآية: 139.
(3) راجع تفصيل ذلك في الكشاف: ج 1 ص 578.
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»