تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
خلقا آخرين غيركم أو إنسا آخرين مكانكم * (وكان الله) * على الإعدام والإيجاد * (قديرا) * لا يمتنع عليه شئ أراده، وقيل: هو خطاب لمن كان يعادي رسول الله من العرب (1)، يعني: إن يشأ يمتكم ويأت بناس آخرين يوالون رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروي: أنها لما نزلت ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده على ظهر سلمان (2) وقال: " إنهم قوم هذا " يعني: أبناء فارس (3) * (من كان يريد) * بجهاده * (ثواب الدنيا) * يعني:
الغنيمة * (فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) * فماله يطلب أحدهما دون الآخر، والذي يطلبه أخسهما، لأن الغنيمة في جنب ثواب الآخرة كلاشئ.
* (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) * (135) * (قوامين بالقسط) * مجتهدين في إقامة العدل حتى لا تجوزوا * (شهداء لله) * تقيمون شهاداتكم لوجه الله كما أمركم بإقامتها * (ولو) * كانت الشهادة * (على أنفسكم) * وهي الإقرار لأنه في معنى الشهادة عليها * (أو الوالدين والأقربين) *

(١) قاله الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٣ ص ٣٥٢.
(٢) هو أبو عبد الله سلمان الخير الفارسي المحمدي، أصله من رام هرمز، وقيل: إصبهان، واسمه: مايه بن بوذخشان بن مورسلان من ولد آب الملك، وقيل: زوربه، وقيل غير ذلك.
من خواص الصحابة وحواريهم، أسلم بعد الهجرة، وأول مشاهده غزوة الأحزاب حيث أشار على النبي (صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد ولاه عمر على المدائن في زمن خلافته، قيل: عاش ٢٥٠ سنة، وقيل: ٣٥٠ سنة، توفي بالمدائن قرب بغداد.
(أعيان الشيعة: ج ٧ ص ١٧٩، تهذيب التهذيب: ج ٤ ص ١٣٨).
(٣) رواها الشيخ في التبيان: ج ١ ص ٣٥٢، والماوردي في تفسيره: ج 1 ص 534 عن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله).
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»