تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٩٤
تمني * (ما فضل الله به) * بعض الناس * (على بعض) * من الجاه والمال، لأن ذلك التفضيل قسمة من الله العالم بأحوال العباد، فواجب على الخلق أن يرضوا بقسمته الصادرة عن الحكمة والعلم بالمصلحة * (للرجال نصيب مما اكتسبوا) * جعل سبحانه ما قسمه لكل من الرجال والنساء على حسب ما عرفه من مصالحه كسبا له * (وسلوا الله من فضله) * ولا تحسدوا غيركم بما أوتي من الفضل ولكن اسألوا الله من فضله الذي لا يغيض، قال سفيان بن عيينة (1): لم يأمر بالمسألة إلا ليعطي (2).
* (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا (33) الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموا لهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) * (34) سورة النساء / 33 و 34 أي: * (ولكل) * واحد من الرجال والنساء * (جعلنا موالي) * أي: ورثة هم أولى بميراثه، يرثون * (مما ترك الوالدان والأقربون) * الموروثون * (والذين عقدت أيمانكم) * أي: ويرثون مما ترك الذين عقدت أيمانكم، لأن لهم ورثة هم أولى

(١) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي المكي، محدث أهل مكة، كان حافظا واسع العلم، وكان أعور، قال يحيى بن سعيد القطان: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة، فمن سمع منه فيها فسماعه لا شئ، مات سنة ١٩٨ ه‍ ودفن في مكة. (ميزان الاعتدال: ج ٢ ص ١٧٠، الأعلام للزركلي: ج 3 ص 105).
(2) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 1 ص 421، والقرطبي أيضا في تفسيره: ج 5 ص 165.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»