تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٦٨
* (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس وا حدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) * (1) سورة النساء / 1 خطاب للمكلفين من بني آدم * (اتقوا) * مخالفة * (ربكم الذي خلقكم من نفس وا حدة) * أي: فرعكم من أصل واحد وهو نفس آدم أبيكم * (وخلق منها زوجها) * عطف على محذوف تقديره: أنشأها (1) من تراب وخلق حواء من ضلع من أضلاعها (2) * (وبث منهما) * نوعي الإنس (3)، وهما الذكور والإناث، فوصفهما بصفة هي بيان لكيفية خلقهم منها، ويجوز أن يكون الخطاب في * (يا أيها الناس) * للذين بعث إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) فيكون قوله: * (وخلق منها زوجها) * عطفا على * (خلقكم) * (4)، والمعنى: خلقكم من نفس آدم وخلق منها أمكم حواء * (وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) * غيركم من الأمم الكثيرة * (تساءلون به) * (5) أي:

(1) في نسخة: أنشأه.
(2) في نسخة: أضلاعه.
(3) في بعض النسخ: الإنسان.
(4) انظر تفصيل ذلك في الكشاف: ج 1 ص 461.
(5) لا يخفى أن المصنف (قدس سره) قد اعتمد في تفسيره هذا على نسخة مصحف ليست على قراءة عاصم برواية حفص، وهي القراءة المشهورة في بلاد الشام والعراق وبعض الجزيرة العربية، وهنا في نسخة مصحفه " تساءلون به " فقال عقبها: أي تتساءلون به فأدغمت التاء في السين.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»