تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٤١
* (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم (155) يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحى ى ويميت والله بما تعملون بصير) * (156) * (استزلهم الشيطان) * أي: طلب زلتهم ودعاهم إلى الزلل * (ببعض ما كسبوا) * من ذنوبهم، والمعنى: * (إن الذين) * انهزموا * (يوم) * أحد كان السبب في انهزامهم أنهم كانوا أطاعوا * (الشيطان) * فاقترفوا ذنوبا فلذلك منعتهم التأييد والتوفيق في تقوية القلوب حتى تولوا، وقال الحسن: استزلهم بقبول ما زين لهم من الهزيمة (1)، وقوله: * (ببعض ما كسبوا) * مثل قوله: * (ويعفوا عن كثير) * (2).
وذكر البلخي: أنه لم يبق يوم أحد مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة عشر نفسا: خمسة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، وقد اختلف في الخمسة إلا في علي (عليه السلام) وطلحة (3) (4).
قال الصادق (عليه السلام): " نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جبرئيل بين السماء والأرض على كرسي من ذهب وهو يقول: ألا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " (5).

(١) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ١ ص ٣٦٤.
(٢) المائدة: ١٥، والشورى: ٣٠.
(٣) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي، صحابي ومن المسلمين الأوائل، شهد أحدا وثبت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهد الخندق، وكان أحد الستة من أصحاب الشورى، وكان ممن نكث البيعة وخرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الجمل وقتل فيه وهو بجانب عائشة سنة ٣٦ ه‍ ودفن بالبصرة. (طبقات ابن سعد: ج ٣ ص ١٥٢، تهذيب التهذيب:
ج ٥ ص ٢٠
، الأعلام للزركلي: ج ٣ ص ٢٢٩).
(٤) حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٣ ص ٢٥.
(٥) معاني الأخبار: ص ١١٩، الارشاد للمفيد: ص ٤٠، المناقب لابن شهرآشوب: ج 3 ص 296، كفاية الطالب للكنجي: ص 277، مناقب الخوارزمي: ص 103، مناقب ابن المغازلي: ص 198 - 199.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»