بإذنه) * أي: تقتلونهم قتلا ذريعا * (حتى إذا فشلتم) * والفشل: الجبن وضعف الرأي * (وتنازعتم في الامر) * وذلك قولهم: قد انهزم المشركون فما وقوفنا هنا؟ وقال بعضهم: لا نخالف أمر رسول الله، فثبت مكانه عبد الله بن جبير وهو أمير الرماة في نفر دون العشرة وهم المعنيون بقوله: * (ومنكم من يريد الآخرة) * ونفر الباقون ينهبون وهم الذين أرادوا الدنيا، فكر المشركون على الرماة وقتلوا عبد الله بن جبير وأقبلوا على المسلمين حتى هزموهم وقتلوا من قتلوا (1)، وهو قوله: * (ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) * أي: ليمتحن صبركم وثباتكم على الشدائد * (ولقد عفا عنكم) * بعد أن خالفتم أمر رسول الله * (والله ذو فضل على المؤمنين) * يتفضل عليهم بالعفو، ومتعلق قوله: * (حتى إذا فشلتم) * محذوف تقديره: حتى إذا فشلتم منعكم نصره.
* (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون (153) ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية يقولون هل لنا من الامر من شئ قل إن الامر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور) * (154) سورة آل عمران / 153 و 154 الإصعاد: الذهاب في الأرض والإبعاد فيه، تقول: صعد في الجبل وأصعد في