أن يغل) * فإن النبوة تنافي الغلول، ومن قرأ: " يغل " (1) فالمعنى: ما صح لنبي أن يوجد غالا، ولا يوجد غالا إلا إذا كان غالا * (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة) * أي: يأت بالشئ الذي غله بعينه يحمله كما جاء في الحديث: " جاء يوم القيامة يحمله على عنقه " (2)، ويجوز أن يراد: يأت بما يحتمل من إثمه وتبعته * (ثم توفى كل نفس ما كسبت) * جئ بالعام ليدخل تحته كل كاسب من غال وغيره * (وهم لا يظلمون) * أي: يعدل بينهم في الجزاء فكل جزاؤه على قدر كسبه، ثم بين سبحانه أن من اتبع رضاء الله في ترك الغلول ليس * (كمن باء بسخط من الله) * في فعل الغلول، ثم قال: * (هم درجت عند الله) * أي: ذوو درجات عند الله، والمراد: تفاوت مراتب أهل الثواب ومراتب أهل العقاب، أو تفاوت ما بين الثواب و العقاب * (والله بصير بما يعملون) * أي: عالم بأعمالهم ودرجاتها فيجازيهم على حسبها.
* (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلل مبين (164) أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير) * (165) أي: * (من الله على) * من آمن مع رسول الله من قومه، وخص * (المؤمنين) * منهم لأنهم هم المنتفعون بمبعثه * (إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم) * أي: من