تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
وعلى هذا فلا نسخ.
* (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) * (185) الرمضان مصدر رمض: إذا احترق، من الرمضاء، فأضيف إليه الشهر وجعل علما، ومنع الصرف للتعريف والألف والنون، وهو مبتدأ خبره * (الذي أنزل فيه القرآن) * أو بدل من * (الصيام) * في قوله: * (كتب عليكم الصيام) * أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه الأيام المعدودات * (شهر رمضان) *، ومعنى * (أنزل فيه القرآن) * ابتدئ فيه إنزاله وكان ذلك في ليلة القدر، وقيل: أنزل جملة إلى السماء الدنيا ثم نزل إلى الأرض نجوما (1)، وقيل: أنزل في شأنه القرآن وهو قوله: * (كتب عليكم الصيام) * (2)، * (هدى للناس وبينت) * نصب على الحال، أي: أنزل وهو هاد للناس إلى الحق، وهو آيات واضحات مما يهدي إلى الحق ويفرق بين الحق والباطل، ذكر أولا أنه هدى ثم ذكر أنه بينات من جملة ما هدى الله به وفرق به بين الحق والباطل من الكتب السماوية.
سورة البقرة / 186 * (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) * أي: فمن كان حاضرا مقيما غير مسافر في الشهر فليصم فيه ولا يفطر، والشهر منصوب على الظرف وكذلك الهاء في * (فليصمه) *، ولا يكون مفعولا به، لأن المقيم والمسافر كلاهما شاهدان للشهر

(١) حكاه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٢ ص ١٢١ عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن، ثم قال: وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(2) قاله مجاهد. راجع تفسير الماوردي: ج 1 ص 240.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»