وجمع خبره حملا على معناه * (تلك أمانيهم) * إشارة إلى أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم، وأمنيتهم أن يردوهم كفارا (1)، و (2) أمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم، أي: تلك الأماني الكاذبة أمانيهم * (قل هاتوا برهنكم) * أي: حجتكم * (إن كنتم صادقين) * في قولكم: * (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) *، وفي هذا دليل على أن كل قول لا دليل عليه فهو باطل، وهات بمعنى أحضر * (بلى) * إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة * (من أسلم وجهه لله) * أي: من أخلص نفسه لله لا يشرك به غيره * (وهو محسن) * في عمله * (فله أجره) * الذي يستوجبه، ويجوز أن يكون * (من أسلم) * مبتدأ ويكون * (من) * متضمنا معنى الشرط وجوابه * (فله أجره) *، ويجوز أن يكون فاعلا لفعل محذوف، أي: * (بلى) * يدخلها * (من أسلم) * ويكون * (فله أجره) * معطوفا على يدخلها * (من أسلم) *.
* (وقالت اليهود ليست النصرى على شئ وقالت النصرى ليست اليهود على شئ وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون) * (113) سورة البقرة / 114 * (على شئ) * مبالغة عظيمة، أي: ليسوا على شئ يصح ويعتد به، كقولهم:
أقل من لا شئ * (وهم يتلون الكتاب) * الواو للحال والكتاب للجنس، أي: قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب * (كذلك) * أي: مثل ذلك الذي سمعت به وعلى ذلك المنهاج * (قال) * الجهلة * (الذين) * لا علم عندهم ولا كتاب، كعبدة الأوثان والدهرية ونحوهم قالوا لأهل كل دين: ليسوا على شئ، وهذا توبيخ لهم حيث نظموا نفوسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم * (فالله يحكم) * بين