تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٠٩
معه من الطور، وكان حجرا مربعا له أربعة أوجه كانت تنبع من كل وجه ثلاث أعين، لكل سبط عين تسيل في جدول إلى السبط الذي هي له (1)، وإما للجنس، أي: اضرب الشئ الذي يقال له: الحجر، فقد روي عن الحسن: أنه لم يأمره أن يضرب حجرا بعينه، قال: وهذا أظهر في الحجة وأبين في القدرة (2)، * (فانفجرت) * أي: ضرب فانفجرت * (منه اثنتا عشرة عينا) * لكل سبط عين * (قد علم كل أناس) * يريد كل سبط * (مشربهم) * عينهم التي يشربون منها * (كلوا) * على إرادة القول * (واشربوا من رزق الله) * مما رزقكم الله من الطعام والشراب وهو المن والسلوى وماء العيون، وقيل: الماء ينبت منه الزروع والثمار فهو رزق يؤكل منه ويشرب (3)، * (ولا تعثوا) * العثي: أشد الفساد، أي: لا تتمادوا في الفساد * (مفسدين) * أي: في حال إفسادكم.
* (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام وا حد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * (61) * (وإذ قلتم) * نسب قول أسلافهم إليهم * (يا موسى لن نصبر على طعام وا حد) * أرادوا بالواحد مالا يختلف ولا يتبدل، ولو كان على مائدة الرجل ألوان عدة

(1) حكاه البغوي في تفسيره: ج 1 ص 77 عن ابن عباس وعطاء.
(2) ذكره عنه الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 144.
(3) حكاه في الكشاف: ج 1 ص 144.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»