الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٥٨
الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم. يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا تسلموا على أهلها.
____________________
ويتجنب محارمه: أي (الخبيثات) من القول تقال أو تعدد (للخبيثين) من الرجال والنساء (والخبيثون) منهم يتعرضون (للخبيثات) من القول وكذلك الطيبات والطيبون (أولئك) إشارة إلى الطيبين وأنهم مبرؤون مما يقول الخبيثون من خبيثات الكلم، وهو كلام جار مجرى المثل لعائشة وما رميت به من قول لا يطابق حالها في النزاهة والطيب. ويجوز أن يكون أولئك إشارة إلى أهل البيت وأنهم مبرؤون مما يقول أهل الإفك، وأن تراد بالخبيثات والطيبات النساء: أي الخبائث يتزوجن الخباث، والخباث: الخبائث وكذلك أهل الطيب. وذكر الرزق الكريم هاهنا مثله في قوله - وأعتدنا لها رزقا كريما - وعن عائشة: لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري، ولقد توفى وإن رأسه لفى حجري، ولقد قبر في بيتي، ولقد حفته الملائكة في بيتي وإن الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما (تستأنسوا) فيه وجهان:
(٥٨)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»