وإني عذت بربى وربكم أن ترجمون. وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون. فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون. فأسر بعبادي ليلا أنكم متبعون. واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون. كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين. كذلك وأرثناها قوما آخرين.
____________________
المخففة من الثقيلة، ومعناه: وجاءهم بأن الشأن والحديث أدوا إلى (وعباد الله) مفعول به وهم بنو إسرائيل، يقول أدوهم إلى وأرسلوهم معي كقوله تعالى - أرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم - ويجوز أن يكون نداء لهم على أدوا إلى يا عباد الله ما هو واجب لي عليكم من الإيمان لي وقبول دعوتي واتباع سبيلي. وعلل ذلك بأنه (رسول أمين) غير ظنين قد ائتمنه الله على وحيه ورسالته (وأن لا تعلوا) أن هذه مثل الأولى في وجهيها أي لا تستكبروا (على الله) بالاستهانة برسوله ووحيه، أو لا تستكبروا على نبي الله (بسلطان مبين) بحجة واضحة (أن ترجمون) أن تقتلون. وقرئ عت بالإدغام، ومعناه أنه عائذ بربه متكل على أنه يعصمه منهم ومن كيدهم فهو غير مبال بما كانوا يتوعدونه به من الرجم والقتل (فاعتزلون) يريد: إن لم تؤمنوا لي فلا موالاة بيني وبين من لا يؤمن، فتنحوا عنى واقطعوا أسباب الوصلة عنى، أو فخلوني كفافا لا لي ولا على، ولا تتعرضوا لي بشركم وأذاكم فليس جزاء من دعاكم إلى ما فيه فلا حكم ذلك (أن هؤلاء) بأن هؤلاء: أي دعا ربه بذلك، قيل كان دعاؤه:
اللهم عجل لهم ما يستحقونه بإجرامهم، وقيل هو قوله - ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين - وإنما ذكر الله تعالى السبب الذي استوجبوا به الهلاك وهو كونهم مجرمين. وقرئ إن هؤلاء بالكسر على إضمار القول: أي فدعا ربه فقال إن هؤلاء (فأسر) قرئ بقطع الهمزة من أسرى ووصلها من سرى، وفيه وجهان: إضمار القول بعد الفاء فقال أسر بعبادي، وأن يكون جواب شرط محذوف كأنه قيل: قل إن كان الأمر كما تقول فأسر (بعبادي) يعنى فأسر ببنى إسرائيل فقد دبر الله أن تتقدموا ويتبعكم فرعون وجنوده فينجى المتقدمين ويغرق التابعين. الرهو فيه وجهان:
أحدهما أنه الساكن، قال الأعمشي:
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة * ولا الصدور على الأعجاز تتكل أي مشيا ساكنا على هينة، أراد موسى لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته قارا على حاله من انتصاب الماء وكون الطريق بيسا لا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط، فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم. والثاني أن الرهو: الفجوة الواسعة. وعن بعض العرب أنه رأى جملا فالجا فقال: سبحان الله وهو بين سنامين: أي اتركه مفتوحا على حاله منفرجا (إنهم جند مغرقون) وقرئ بالفتح بمعنى لأنهم. والمقام الكريم: ما كان لهم من المجالس والمنازل الحسنة، وقيل المنابر. والنعمة بالفتح من التنعم وبالكسر من الإنعام، وقرئ فاكهين وفكهين (كذلك) الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها (وأرثناها) أو في موضع الرفع على الأمر كذلك (قوما آخرين) ليسوا منهم في شئ من قرابة ولا دين ولا
اللهم عجل لهم ما يستحقونه بإجرامهم، وقيل هو قوله - ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين - وإنما ذكر الله تعالى السبب الذي استوجبوا به الهلاك وهو كونهم مجرمين. وقرئ إن هؤلاء بالكسر على إضمار القول: أي فدعا ربه فقال إن هؤلاء (فأسر) قرئ بقطع الهمزة من أسرى ووصلها من سرى، وفيه وجهان: إضمار القول بعد الفاء فقال أسر بعبادي، وأن يكون جواب شرط محذوف كأنه قيل: قل إن كان الأمر كما تقول فأسر (بعبادي) يعنى فأسر ببنى إسرائيل فقد دبر الله أن تتقدموا ويتبعكم فرعون وجنوده فينجى المتقدمين ويغرق التابعين. الرهو فيه وجهان:
أحدهما أنه الساكن، قال الأعمشي:
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة * ولا الصدور على الأعجاز تتكل أي مشيا ساكنا على هينة، أراد موسى لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته قارا على حاله من انتصاب الماء وكون الطريق بيسا لا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط، فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم. والثاني أن الرهو: الفجوة الواسعة. وعن بعض العرب أنه رأى جملا فالجا فقال: سبحان الله وهو بين سنامين: أي اتركه مفتوحا على حاله منفرجا (إنهم جند مغرقون) وقرئ بالفتح بمعنى لأنهم. والمقام الكريم: ما كان لهم من المجالس والمنازل الحسنة، وقيل المنابر. والنعمة بالفتح من التنعم وبالكسر من الإنعام، وقرئ فاكهين وفكهين (كذلك) الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها (وأرثناها) أو في موضع الرفع على الأمر كذلك (قوما آخرين) ليسوا منهم في شئ من قرابة ولا دين ولا