____________________
وسأحدثكم " أن قريشا لما استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف، فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز، وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان، وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان، فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا، فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم " (بدخان مبين) ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان (يغشى الناس) يشملهم ويلبسهم وهو في محل الجر صفة لدخان، و (هذا عذاب) إلى قوله - مؤمنون - منصوب المحل بفعل مضمر وهو يقولون ويقولون منصوب على الحال: أي قائلين ذلك (إنا مؤمنون) موعدة بالإيمان إن كشف عنهم العذاب (أنى لهم الذكرى) كيف يذكرون ويتعظون ويفون بما وعدوه من الإيمان إن كشف عنهم العذاب (وقد جاءهم) ما هو أعظم وأدخل في وجوب الادكار من كشف الدخان، وهو ما ظهر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات من الكتاب المعجز وغيره من المعجزات فلم يذكروا. وتولوا عنه وبهتوه بأن عداسا غلاما أعجميا لبعض ثقيف هو الذي علمه ونسبوه إلى الجنون، ثم قال (إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون) أي ريثما نكشف عنكم العذاب تعودون إلى شرككم لا تلبثون غب الكشف على ما أنتم عليه من التضرع والابتهال. فإن قلت: كيف يستقيم على قول من جعل الدخان قبل يوم القيامة قوله - إنا كاشفوا العذاب قليلا؟ - قلت: إذا أتت السماء بالدخان تضور المعذبون به من الكفار والمنافقين وغوثوا وقالوا: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون منيبون، فيكشفه الله عنهم بعد أربعين يوما، فريثما يكشفه عنهم يرتدون ولا يتمهلون، ثم قال (يوم نبطش البطشة الكبرى) بريد يوم القيامة كقوله تعالى - فإذا جاءت الطامة الكبرى - (إنا منتقمون) أي ننتقم منهم في ذلك اليوم. فإن قلت: بم انتصب يوم نبطش؟ قلت: بما دل عليه إنا منتقمون وهو ننتقم ولا يصح أن ينتصب بمنتقمون لأن إن تحجب عن ذلك.
وقرئ نبطش بضم الطاء، وقرأ الحسن نبطش بضم النون كأنه يحمل الملائكة على أن يبطشوا بهم البطشة الكبرى.
أو يجعل البطشة الكبرى باطشة بهم. وقيل البطشة الكبرى يوم بدر، وقرئ ولقد فتنا بالتشديد للتأكيد أو لوقوعه على القوم، ومعنى الفتنة أنه أمهلهم ووسع عليهم في الرزق فكان ذلك سببا في ارتكابهم المعاصي واقترافهم الآثام أو ابتلاهم بإرسال موسى إليهم ليؤمنوا فاختاروا الكفر على الإيمان أو سلبهم ملكهم وأغرقهم (كريم) على الله وعلى عباده المؤمنين أو كريم في نفسه لأن الله لم يبعث نبيا إلا من سراة قومه وكرامهم (أن أدوا إلى) هي أن المفسرة، لأن مجئ الرسول من بعث إليهم متضمن لمعنى القول، لأنه لا يجيئهم إلا مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله أو
وقرئ نبطش بضم الطاء، وقرأ الحسن نبطش بضم النون كأنه يحمل الملائكة على أن يبطشوا بهم البطشة الكبرى.
أو يجعل البطشة الكبرى باطشة بهم. وقيل البطشة الكبرى يوم بدر، وقرئ ولقد فتنا بالتشديد للتأكيد أو لوقوعه على القوم، ومعنى الفتنة أنه أمهلهم ووسع عليهم في الرزق فكان ذلك سببا في ارتكابهم المعاصي واقترافهم الآثام أو ابتلاهم بإرسال موسى إليهم ليؤمنوا فاختاروا الكفر على الإيمان أو سلبهم ملكهم وأغرقهم (كريم) على الله وعلى عباده المؤمنين أو كريم في نفسه لأن الله لم يبعث نبيا إلا من سراة قومه وكرامهم (أن أدوا إلى) هي أن المفسرة، لأن مجئ الرسول من بعث إليهم متضمن لمعنى القول، لأنه لا يجيئهم إلا مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله أو