____________________
المرفوع على مثقال ذرة كأنه قيل: لا يعزب عنه مثقال ذرة وأصغر وأكبر، وزيادة لا لتأكيد النفي وعطف المفتوح على ذرة بأنه فتح في موضع الجر لامتناع الصرف كأنه قيل: لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر؟ قلت: يأبى ذلك حرف الاستثناء إلا إذا جعلت الضمير في عنه للغيب، وجعلت الغيب اسما للخفيات قبل أن تكتب في اللوح، لان إثباتها في اللوح نوع من البروز عن الحجاب على معنى أنه لا ينفصل عن الغيب شئ ولا يزل عنه إلا مسطورا في اللوح. وقرئ معجزين وأليم بالرفع والجر. وعن قتادة الرجز سوء العذاب (ويرى) في موضع الرفع: أي ويعلم أولو العلم، يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يطأ أعقابهم من أمته، أو علماء أهل الكتاب الذين أسلموا مثل كعب الأحبار وعبد الله بن سلام رضي الله عنهما.
(الذي أنزل إليك) الحق وهما مفعولان ليرى وهو فصل. ومن قرأ الحق بالرفع جعله مبتدأ والحق خبرا والجملة في موضع المفعول الثاني. وقيل يرى في موضع النصب معطوف على ليجزى: أي وليعلم أولو العلم عند مجئ الساعة أنه الحق علما لا يزاد عليه في الايقان ويحتجوا به على الذين كذبوا وتولوا. ويجوز أن يريد وليعلم من لم يؤمن من الأحبار أنه هو الحق فيزدادوا حسرة وغما (الذين كفروا) قريش قال بعضهم لبعض (هل ندلكم على رجل) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم يحدثكم بأعجوبة من الأعاجيب أنكم تبعثون وتنشؤون خلقا جديدا بعد أن تكونوا رفاتا وترابا ويمزق أجسادكم البلى كل ممزق: أي يفرقكم ويبدد أجزاءكم كل تبديد. أهو مفتر على الله كذبا فيما ينسب إليه من ذلك، أم به جنون يوهمه ذلك ويلقيه على لسانه. ثم قال سبحانه: ليس محمد من الافتراء والجنون في شئ وهو مبرأ منهما، بل هؤلاء القائلون الكافرون بالبعث واقعون في عذاب النار وفيما يؤديهم إليه من الضلال عن الحق وهم غافلون عن ذلك، وذلك أجن الجنون وأشده إطباقا على عقولهم، جعل وقوعهم في العذاب رسيلا لوقوعهم في الضلال كأنهما كائنان في وقت واحد، لان الضلال لما كان العذاب من لوازمه وموجباته جعلا كأنهما في الحقيقة مقترنان. وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه ينبيكم. فإن قلت: قد جعلت الممزق مصدرا كبيت الكتاب:
ألم تعلم مسرحي القوافي * فلا عيابهن ولا اجتلابا فهل يجوز ان يكون مكانا؟ قلت: نعم، ومعناه: ما حصل من الأموات في بطون الطير والسباع وما مرت به
(الذي أنزل إليك) الحق وهما مفعولان ليرى وهو فصل. ومن قرأ الحق بالرفع جعله مبتدأ والحق خبرا والجملة في موضع المفعول الثاني. وقيل يرى في موضع النصب معطوف على ليجزى: أي وليعلم أولو العلم عند مجئ الساعة أنه الحق علما لا يزاد عليه في الايقان ويحتجوا به على الذين كذبوا وتولوا. ويجوز أن يريد وليعلم من لم يؤمن من الأحبار أنه هو الحق فيزدادوا حسرة وغما (الذين كفروا) قريش قال بعضهم لبعض (هل ندلكم على رجل) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم يحدثكم بأعجوبة من الأعاجيب أنكم تبعثون وتنشؤون خلقا جديدا بعد أن تكونوا رفاتا وترابا ويمزق أجسادكم البلى كل ممزق: أي يفرقكم ويبدد أجزاءكم كل تبديد. أهو مفتر على الله كذبا فيما ينسب إليه من ذلك، أم به جنون يوهمه ذلك ويلقيه على لسانه. ثم قال سبحانه: ليس محمد من الافتراء والجنون في شئ وهو مبرأ منهما، بل هؤلاء القائلون الكافرون بالبعث واقعون في عذاب النار وفيما يؤديهم إليه من الضلال عن الحق وهم غافلون عن ذلك، وذلك أجن الجنون وأشده إطباقا على عقولهم، جعل وقوعهم في العذاب رسيلا لوقوعهم في الضلال كأنهما كائنان في وقت واحد، لان الضلال لما كان العذاب من لوازمه وموجباته جعلا كأنهما في الحقيقة مقترنان. وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه ينبيكم. فإن قلت: قد جعلت الممزق مصدرا كبيت الكتاب:
ألم تعلم مسرحي القوافي * فلا عيابهن ولا اجتلابا فهل يجوز ان يكون مكانا؟ قلت: نعم، ومعناه: ما حصل من الأموات في بطون الطير والسباع وما مرت به