اللام قليلين في الاستعمال أو رد لكل استشهادا على أنه مستعمل في الجملة (قوله فحذفت الهمزة) من إله حذفا من غير قياس ويدل عليه وجوب الإدغام والتعويض فإن المحذوف قياسا في حكم المثبت، وقوله لا مأبوك نادر.
واختار أبو البقاء أنه على قياس التخفيف، فلزوم الحذف والتعوض مع وجوب الإدغام من خواص هذا الاسم التي يمتاز بها عن نظائره امتياز مسماه عن سائر الموجودات بما لا يوجد إلا فيه (قوله وعوض عنها لام التعريف أي الألف واللام معا كما هو مذهب الخليل، وحينئذ يظهر قطع الهمزة لأنها جزء العوض من الحرف الأصلي أو اللام الساكنة وحدها، إلا أن همزة الوصل لما اجتلبت للنطق باللام جرت ههنا مجرى الحركة، فلما عوضت اللام من حرف متحرك كان للهمزة مدخل ما في التعويض فلذلك جاز قطعها. وإنما اختص القطع بالنداء إذ هناك يتمحص الحرف للعوضية، ولا يحظ معها شائبة تعريف أصلا حذرا من اجتماع أداتين للتعريف. وأما في غير النداء فيجرى الحرف على أصله، ويدل على أن قطعها في الندا - لكونها عوضا لا لمجرد لزومها وصيرورتها جزاء أنهم لما جمعوا بينها وبين النداء في نحويا التي على الشذوذ لم يجوزوا قطعها، وإن كانت جزءا من الكلمة مضمحلا عنها معنى التعريف، وذلك لأن المحافظة على الأصل واجبة مالم يعارضه موجب أقوى كالتعويض فميا نحن فيه، وتوهم أبو علي في الإغفال أن اللام في الناس أيضا عوض من الهمزة إذ لا يجتمعان في الأناس إلا ضرورة، ورد بكثرة استعمال ناس كثيرا منكرا دون لاه وبامتناع يا الناس دون يا الله (قوله والإله من أسماء الأجناس) اعلم أن العقلاء كما تاهوا في ذات الله وصفاته لاحتجابها بأنوار العظمة وأستار الجبروت كذلك تحيروا في لفظ الله، كأنه انعكس إليه من مسماه أشعة من تلك الأنوار قهرت أعين المستبصرين عن إدراكه، فاختلفوا أسرياني هو أم عربي اسم أو صفة، مشتق ومم اشتقاقه وما أصله، أو غير مشتق، علم أو غير علم؟. واختار العلامة أنه عربي وأنه كان في الأصل اسم جنس ثم صار علما لذات المعبود بالحق وأصله الإله، وأنه مشتق من أله بمعنى تحير (قوله اسم يقع على كل معبود بحق أو باطل) لم يرد أنه مرادف للمعبود ليكون صفة مثله فينافى ما اختاره من أنه اسم غير صفة، وسيأتيك تحقيقه هناك (ثم غلب على المعبود بحق) أي على الذات المخصوصة فصار علما له بالغلبة منصرفا إليه عند الإطلاق كسائر الأعلام الغالبة، ثم أريد تأكيد الاختصاص بالتغيير فحذف الهمزة وصار الله بحذف الهمزة مختصا بالمعبود بالحق، فإله قبل حذف الهمزة وبعده علم لتلك الذات المعينة، إلا أنه قبل الحذف أطلق على غيره إطلاق النجم على غير الثريا، وبعده لم يطلق على غيره أصلا. قال الفاضل اليمنى: جعل الله مختصا بخلاف الإله مع أنه غالب، والغالب أيضا مختص بناء على أن الإله في أصل وضعه قبل غلبته كان يستعمل في المعبود مطلقا فأما الله فلم يستعمل إلا في المعبود بحق وزعم بعضهم أن المراد بغلبته على المعبود بحق أنه غلب على هذا المفهوم الذي هو أخص من معناه الأصلي، وأراد باختصاصه بالمعبود بالحق أنه اختص بذاته تعالى علما، واستشهد