تمثيل وتقريب، فإنك إذا قلت: زيد على الفرس أو من العلماء أو في البصرة، كان المقدر راكب ومعدود ومقيم. وأما قوله، الغرض وقوع التسمية مبتدأ بها فمسلم، لأنه حاصل بأن يبتدئ بها في أوائل الأفعال سواء قدر لفظ الابتداء أو ألفاظ خصوص تلك الأفعال، وبذلك خرج الجواب عن قوله لا الابتداء بها كما في البسملة.
قال الفاضل اليمنى تقوية للمجيب: النحويون يقدرون في الظرف المستقر فعلا عاما إذا لم توجد قرينة الخصوص وأما إذا وجدت فلابد من تقديره لأنه أكثر فائدة. وأقول: تحقيقه أن هذا القسم من الظرف إنما سمى مستقرا لأنه استقر فيه معنى عامله وفهم منه، فإن لم يفهم منه سوى الأفعال العامة كان المقدر منها، وإن فهم منها شئ من خصوص الأفعال كان المقدر بحسب المعنى فعلا خاصا كما في الأمثلة السابقة، ولذلك لا يخرجها عن كونها ظرفا مستقرا، لأن معنى ذلك الخاص استقر فيها أيضا. وجاز تقدير الفعل العام لتوجيه الإعراب فقط. ولما كان تقدير الأفعال العامة مطردا بخلاف الخاصة فلا يستقيم إلا مع قيام قرينة الخصوص نظروا ضابطا اعتبره النحاة، وفسروا المستقر بما عامله محذوف وعام. هذا وقد يتوهم من قوله فيما بعد فوجب أن يقصد الموحد معنى اختصاص اسم الله تعالى بالابتداء أن المقدر هو أبتدئ، فكأنه جوز كل واحد من التقديرين، وليرد عليك هناك ما يزيل عنك الشبهة، و (العرب) هو هؤلاء الصنف المقابل للعجم، والأعراب منهم سكان البادية خاصة، والنسب إلى الأعراب أعرابي لأنه لا واحد له (أعرس) بأهله إذا بنى بها وكذا إذا غشيها، و (الرفاء) بالمد الالتئام وحسن المعاشرة من رفأت الثوب: أصلحت ما وهى منه وربما ترك همزه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قولهم بالرفاء والبنين لأنه من شعار الجاهلية (ومنه) فصله إما لأن الجار لم يقع في الابتداء كما في سائر الأمثلة، وإما لأنه نظم (إلى الطعام) أي هلموا إليه، والبيت للفرزدق، وقيل (1) لشهر بن الحارث الضبي وقبله:
أتوا ناري فقلت منون أنتم * فقالوا الجن قلت عموا ظلاما قال الجوهر قولهم: عم صباحا كلمة تحية كأنه محذوف من نعم ينعم بالكسر فيهما، وهى لغة شاذة في نعم ينعم بالضم فيهما نعومة: أي صار ناعما لينا، ويقال أنعم الله صباحك من النعومة. ونقل عن الأزهري أنه من الوعامة بمعنى السهولة. وعن يونس أنه من وعمت الدار أعمها: إذا قلت لها أنعمي، و (فريق) فاعل، و (منهم) حال من الفاعل، و (الإنس) بفتح الهمزة والنون رواية الجوهري وبكسر الهمزة وسكون النون رواية غيره