التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥
(مخلصا) على الحال. ونصب (الدين) بأنه مفعول ل‍ (مخلصا). وقال الفراء:
يجوز أن يرفع (الدين)، ولم يجزه الزجاج، قال: لأنه يصير ما بعده تكريرا.
ثم قال تعالى (ألا لله الدين الخالص) والاخلاص لله أن يقصد العبد بطاعته وعمله وجه الله، لا يقصد الرياء والسمعة، ولا وجها من وجوه الدنيا، والخالص - في اللغة - مالا يشوبه شئ غيره، ومنه خلاصة السمن لأنه تخلصه.
وقال الحسن: معناه الاسلام. وقال غيره: معناه ان له التوحيد في طاعة العباد التي يستحق بها الجزاء، فهذا لله وحده لا يجوز أن يكون لغيره، لاستحالة أن يملك هذا الامر سواه.
وقوله (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبد هم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) معناه الحكاية عما يقول الكافرون الذين يعبدون الأصنام فإنهم يقولون:
ليس نعبد هذه الأصنام إلا ليقربونا إلى الله زلفى أي قربى - في قول ابن زيد - وقال السدي: الزلفى المنزلة. و (الأولياء) جمع ولي، وهو من يقوم بأمر غيره في نصرته، وحذف (يقولون لدلالة الكلام عليه، وهو أفصح، وأوجز.
ثم اخبر تعالى فقال (إن الله يحكم بينهم يوم القيامة في ما هم فيه يختلفون) من إخلاص العبادة لله والاشراك به. ثم قال (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) معناه إن الله تعالى لا يهديه إلى طريق الجنة أو لا يحكم بهدايته إلى الحق، (من هو كاذب) على الله في أنه أمره باتخاذ الأصنام، كافر بما أنعم الله عليه، جاحد لاخلاص العبادة، ولم يرد الهداية إلى الايمان، لأنه قال (واما ثمود فهديناهم) (1).
ثم قال تعالى (لو أراد الله أن يتخذ ولدا) على ما يقول هؤلاء: من أن

(1) سورة 41 حم السجدة (فصلت) آية 7
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست