التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٤
على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار) (5).
خمس آيات كوفي وست في ما عداه، عد الكوفي (يختلفون) رأس آية، ولم يعده الباقون.
قوله (تنزل الكتاب) رفع بالابتداء، وخبره (من الله). ويجوز أن يكون رفعا على أنه خبر الابتداء. والابتداء محذوف، وتقديره: هذا تنزل، والمراد بالكتاب القرآن - في قول قتادة - وسمي كتابا لأنه مما يكتب.
و (العزيز) هو القادر الذي لا يقهر ولا يمنع، و (الحكيم) هو العليم بما تدعو إليه الحكمة وما تصرف عنه. وعلى هذا يكون من صفات ذاته تعالى. وقد يكون بمعنى أن افعاله كلها حكمة ليس فيها وجه من وجوه القبيح. فيكون من صفات الافعال، وعلى الأول يكون تعالى موصوفا في ما لم يزل بأنه حكيم، وعلى الثاني لا يوصف إلا بعد الفعل. وقيل (العزيز) في انتقامه من أعدائه (الحكيم) في ما يفعله بهم من أنواع العقاب. والذي اقتضى ذكر (العزيز الحكيم) في إنزال الكتاب انه تعالى يحفظ هذا الكتاب حتى يصل إليك على وجهه من غير تغيير ولا تبديل لموضع جهته ولا لشئ منه، وفي قوله (العزيز الحكيم) تحذير عن مخالفته.
ثم اخبر تعالى عن نفسه انه أنزل الكتاب الذي هو القرآن (إليك) يا محمد (بالحق) أي بالدين الصحيح.
ثم امره فقال (فاعبد الله مخلصا له الدين) ومعناه توجه عبادتك إليه تعالى وحده مخلصا من شرك الأوثان والأصنام. وقوله (مخلصا له الدين) نصب
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست