التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٥١
قوله تعالى:
(هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم (11) الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12) وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13) قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون (14) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون) (15) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن كثير وحفص (من رجز اليم) بالرفع جعلاه صفة للعذاب. الباقون بالخفض جعلوه صفة للرجز، فكأن قال: من رجز اليم، والرجز هو العذاب فلذلك صح وصفه بأنه أليم. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (لنجزي) قوما بالنون على وجه الاخبار من الله عن نفسه بأنه يجازيهم، الباقون بالياء ردا إلى (الله) على الاخبار عنه.
معنى قوله (هذا هدى) أي هذا القرآن الذي تلوناه والكلام الذي ذكرناه (هدى) أي دلالة موصلة إلى الفرق بين ما يستحق به الثواب والعقاب، ويفرق به بين الحق والباطل من امر الدين والدنيا. ثم قال تعالى (والذين كفروا بآيات الله) وجحدوها " لهم عذاب " من عند الله جزاء على كفرهم (من رجز اليم).
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست