التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٩٥
عليها يتكئون (34) وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين) (35) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (سقفا) على التوحيد - بفتح السين - الباقون (سقفا) بضم السين والقاف - على الجمع - وقرأ حمزة والكسائي (لما متاع الحياة الدنيا) مشددة الميم. الباقون خفيفة. من شدد الميم جعل (لما) بمعنى (إلا) ومن خفف جعل (ما) صلة إلا ابن عامر فإنه خفف وشدد. قال أبو علي: من خفف جعل (إن) المخففة من الثقيلة وأدخل اللام للفصل بين النفي والايجاب، كقوله (وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) (1) ومن نصب بها مخففة، فقال إن زيدا منطلق استغنى عن اللام، لان النافية لا ينتصب بعدها الاسم، و (ما) زائدة. والمعنى:
وإن كل ذلك لمتاع الحياة.
حكى الله عن هؤلاء الكفار الذين حكى عنهم أنهم قالوا لما جاءهم الحق الذي هو القرآن (لولا نزل) إن كان حقا (على رجل من القريتين عظيم) يعني بالقريتين مكة والطائف، ويعنون بالرجل العظيم من أحد القريتين - في قول ابن عباس - الوليد ابن المغيرة المخزومي القرشي من أهل مكة، أو حبيب بن عمرو ابن عمير من الطائف، وهو الثقفي. وقال مجاهد: يعني بالذي من أهل مكة عقبة بن ربيعة، والذي من أهل الطائف ابن عبد باليل. وقال قتادة: الذي من أهل مكة يريدون الوليد ابن المغيرة، والذي من أهل الطائف عروة بن مسعود الثقفي. وقال السدى: الذي من أهل الطائف كنانة بن عمرو. وإنما قالوا ذلك لان الرجلين كانا عظيمي قومهما، وذوي الأموال الجسيمة فيهما، فدخلت الشبهة

(1) سورة 7 الأعراف آية 101
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست