التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٩٤
المسلمين) (1). وقال ابن عباس: في عقبه من خلفه. وقال مجاهد: في ولده وذريته. وقال السدي: في آل محمد عليهم السلام. وقال الحسن: عقبه ولده إلى يوم القيامة. وقوله (لعلهم يرجعون) قال الحسن: معناه راجع إلى قوم إبراهيم. وقال الفراء: معناه (لعلهم يرجعون) عما هم عليه إلى عبادة الله، وقال قتادة: معناه لعلهم يعترفون ويذكرون الله. وقال الله تعالى إنا لم نعاجل هؤلاء الكفار بالعقوبة (بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق) يعني القرآن (ورسول مبين) أي مظهر للحق، يعني محمدا صلى الله عليه وآله.
ثم قال تعالى (ولما جاءهم الحق) يعني القرآن (قالوا هذا سحر) وهو حيلة خفية توهم المعجزة (وإنا به) يعني بالقرآن (كافرون) أي جاحدون لكونه من قبل الله تعالى وإنما كان من نسب الحق والدين إلى السحر كافرا بالله، لأنه بمنزلة من عرف نعمة الله وجحدها في عظيم الجرم، فسمي باسمه ليدل على ذلك.
قوله تعالى:
(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (31) أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون (32) ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون (33) ولبيوتهم أبو أبا وسررا

(1) سورة 22 الحجج آية 78
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست