التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٨٧
ما أمر الله بالمسير إليه من الحج والجهاد وغير ذلك من العبادات، وذلك يحسن إرادته، وإنما لا يحسن إرادة ما هو مباح محض. وأيضا، فإنه تعالى قال " ثم تذكروا نعمة ربكم " أي تعترفون بنعم الله بالشكر عليها وتقولوا " سبحان الذي سخر لنا هذا " وذلك طاعة يجوز أن يكون مرادا تتعلق الإرادة به.
وقوله " وجعلوا له من عباده جزءا " اخبار منه تعالى ان هؤلاء الكفار جعلوا لله من عباده جزءا. وقيل فيه وجهان:
أحدهما - انهم جعلوا لله جزءا من عبادته لأنهم أشركوا بينه وبين الأصنام.
وقال الحسن: زعموا ان الملائكة بنات الله وبعضه فالجزء الذي جعلوه له من عباده هو قولهم " الملائكة بنات الله " ثم قال تعالى مخبرا عن حال الكافر لنعم الله فقال " إن الانسان لكفور " لنعم الله جاحد لها " مبين " أي مظهر لكفره غير مستتر به.
قوله تعالى:
(أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفيكم بالبنين (16) وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم (17) أو من ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين (18) وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون (19) وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) (20) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ أهل الكوفة إلا أبا بكر " أو من ينشأ " بضم الياء وتشديد الشين.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست