عليه الجن والشياطين. وقيل: انه كان ذنبه انه وطئ في ليلة عدة كثيرة من جواريه حرصا على كثرة الولد. وقيل: كان ذنبه انه وطئ امرأته في الحيض.
وقوله * (ثم أناب) * يعني تاب إلى الله من خطيئته، فرد الله عليه الملك لان الجني لما اخذ خاتمه رمى به في البحر فرده عليه من بطن سمكة - ذكر ما قلناه المفسرون - والذي قاله المفسرون من أهل الحق ومن نزه الأنبياء عن القبائح ونزه الله تعالى عن مثل ذلك هو انه لا يجوز أن يمكن الله تعالى جنيا ليتمثل في صورة نبي لما في ذلك من الاستبعاد. وإن النبوة لا تكون في الخاتم وانه تعالى لا يسلب النبي نبوته، وليس في الآية شئ من ذلك، وإنما قال فيها انه ألقى على كرسيه جسدا. وقيل في معنى ذلك الجسد أقوال:
منها - إن سليمان قال يوما في مجلسه وفيه جمع كثير لأطوفن الليلة على مئة امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله، وكان له في ما يروى عدد كثير من السراري، فاخرج الكلام على سبيل المحبة لهذا الحال، فنزهه الله عما ظاهره الحرص على الدنيا، لئلا يقتدى به في ذلك، فلم يحمل من نسائه إلا امرأة واحدة ولدا ميتا، فحمل حتى وضع على كرسيه جسدا بلا روح، تنبيها له على أنه ما كان يجب ان يظهر منه ما ظهر، فاستغفر الله وفزع إلى الصلاة والدعاء على وجه الانقطاع، لا على أن ذلك كان صغيرة، ومن قال من حيث إنه لم يستثن مشيئة الله في ذلك، فقوله فاسد، لأنه وإن لم يذكر مشيئة الله لفظا فلابد من تقديرها في المعنى وإلا لم يأمن أن يكون خبره كذبا، وذلك لا يجوز على الأنبياء عند من جوز الصغائر عليهم. قال الحسن وغيره لا يجوز على الأنبياء.