التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٦
إنا كنا عن هذا غافلين (171) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (172) آية قرأ ابن كثير وأهل الكوفة " ذريتهم " على التوحيد. الباقون ذرياتهم على الجمع. وقرأ أبو عمرو " وان يقولوا، أو يقولوا " بالياء فيهما. الباقون بالتاء و (الذرية) قد يكون جمعا نحو قوله تعالى " وكنا ذرية من بعدهم " وقوله تعالى " ذرية من حملنا مع نوح " (1) وقد يكون واحدا كقوله: " هب لي من لدنك ذرية طيبة.. فنادته الملائكة.. أن الله يبشرك بيحيى " (2) فهو مثل قوله:
" فهب لي من لدنك وليا يرثني " (3) فقال الله: " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى " (4).
فمن أفرد جعله اسما واستغنى عن جمعه بوقوعه على الجمع.
ومن جمع قال: لأنه إن كان واقعا على الواحد فلا شك في جواز جمعه وإن كان جمعا فجمعه أيضا حسن، لأنه قد وردت الجموع المكسرة وقد جمعت نحو الطرقات وصواحبات يوسف.
وحجة من أفرد قال: لا يقع على الواحد والجميع. فأما وزن (ذرية) فإنه يجوز أن تكون (فعلولة) من الذر، فأبدلت من الراء التي هي لام الفعل الأخيرة ياء كما أبدلت من دهرية، يدلك على البدل فيه قولهم: دهرورة، ويحتمل أن تكون فعلية منه فأبدلت من الراء الباء، كما تبدل من هذه الحروف في التضعيف وإن وقع فيها الفصل. ويحتمل أن تكون (فعليه) نسبة إلى الذر وأبدلت الفتحة منها ضمة كما أبدلوا في الإضافة إلى الدهر دهري والى سهل سهلي ويجوز أن تكون (فعلية) من ذرأ الله الخلق، أجمعوا على تخفيفها كما أجمعوا على تخفيف البرية. ويجوز ان

(1) سورة 17 الاسراء آية 3 (2) سورة 3 آل عمران آية 38 - 39 (3) سورة 19 مريم آية 4 (4) سورة 19 مريم آية 6
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست