يذهبون إلى أن نعيم الأطفال في الجنة ثواب عن إيمانهم في الذر.
وحكى الرماني عن كعب الأحبار: انه كان يخبر خبر الذر غير أنه يقول ليس تأويل الآية على ذلك. وإنما فعل ليجروا على الأعراف الكريمة في شكر النعمة والاقرار لله بالوحدانية، كما روي أنهم ولدوا على الفطرة.
ويدل على فساد قولهم قوله تعالى " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا " (1) فهم لو كانوا أخرجوا من ظهر آدم على صورة الذر كانوا بعد من أن يعلموا أو يعقلوا ومتى قالوا أكمل الله عقولهم فقد مضى الكلام عليهم.
وذكر الأزهري وروي ذلك عن بعض من تقدم ان قوله: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " تمام الكلام. وقوله " شهدنا ان تقولوا يوم القيامة " حكاية عن قول الملائكة انهم يقولون شهدنا لئلا تقولوا.
وهذا خلاف الظاهر وخلاف ما عليه جميع المفسرين لان الكل قالوا (شهدنا) من قول من قال (بلى) وان اختلفوا في كيفية الشهادة على أن الملائكة لم يجر لها ذكر، فكيف يكون ذلك إخبارا عنهم.
قوله تعالى:
وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون (173) آية إنا كما بينا لكم هذه الآيات كذلك نفصلها للعباد ونبينها لهم. وتفصيله الآيات هو تمييز بعضها من بعض ليتمكنوا من الاستدلال بكل واحدة منها على جهتها وبين أنه فعل ذلك بهم ليتوبوا وليرجعوا عن معاصيه إلى طاعته وعن الكفر إلى الايمان به.