التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٥
ياء بلا همز على وزن (فعل).
قال أبو زيد: قد بؤس الرجل يبؤس بأسا إذا كان شديد البأس، وفي البؤس بئس وبيس يبأس بؤسا وبيئسا وباسا والبأساء الاسم.
قال أبو علي: من قرأ على وزن (فعيل) يحتمل أمرين:
أحدهما - أن يكون فعيلا من بؤس يبؤس إذا كان شديد البأس مثل " من عذاب شديد " (1) قال أبو محمد الفقعسي:
أشعث غير حسن اللبوس * باق على عيش له بئيس أي شديد.
والثاني - أن يكون من عذاب ذي بئيس. فوضعه بالمصدر، والمصدر قد يجئ على (فعيل) مثل نكير ونذير وشحيح وعذير الحي، والتقدير من عذاب ذي بئيس أي عذاب ذي بؤس.
ومن قرأ بكسر الباء من غير همز فإنه جعلها اسما، فوصفه به مثل قوله صلى الله عليه وآله (إن الله نهى عن قيل وقال) ومثله: منذ شب إلى رب. ونظيره من الصفة نقض وبصق.
ومن فتح الباء من غير همز فهو أيضا (فعل) في الأصل وصف به وأبدلت الهمزة ياء وحكى سيبويه أنه سمع بعض العرب يقول: بيس فلا يحقق الهمزة ويدع الحرف على الأصل الذي هو (فعل) كأنه يسكن العين كما يسكن من (علم) ويقلب الهمزة ياء الا أنه لما أسكنها لم يجز أن يجعلها بين بين فأخلصها ياء.
وقراءة ابن عامر مثل قراءة نافع إلا أن ابن عامر حقق الهمزة.
وقراءة أبي بكر على وزن " فيعل " فإنه جعله وصفا كضيغم وحيدر، وهذا البناء كثير في الصفة ولا يجوز كسر العين من بيئس لان " فيعل " بناء اختص به ما كان عينه ياء أو واوا مثل سيد وطيب، ولم يجئ مثل ضيغم وجاء في المعتل حكى سيبويه عين وانشد لرؤبة.

(1) سورة 14 إبراهيم آية 2
(١٥)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست