التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٠٠
الذي يوجد لهم، هذا على مذهب من قال: إن الادراك معنى، ومن قال: انه ليس بمعنى، فمعنى الاسماع هو ان يوجد من كلامه الدال على ما يجب أن يسمعوه لكونهم أحياء لا آفة بهم في حواسهم.
وقال الزجاج المعنى " ولو علم الله فيهم خيرا لا سمعهم " كلما يسألون عنه ولو أسمعهم كلما يخطر ببالهم لتولوا وهم معرضون. وقال الحسن: هو إخبار عن علمه كما قال " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " (1).
وفي الآية دلالة على بطلان قول من يقول: يجوز أن يكون في مقدوره لطف لو فعله بالكافر لامن.
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (24) آية.
أمر الله المؤمنين ان يجيبوا الله والرسول إذا دعاهم وان يطلبوا موافقته والاستجابة طلب موافقة الداعي فيما دعا إليه على القطع به. وقال أبو عبيدة والزجاج:
معنى استجيبوا أجيبوا. وقال كعب بن سعد الغنوي.
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا * فلم يستجبه عند ذاك مجيب (2) اي لم يجبه. والفرق بين الدعاء إلى الفعل وبين الامر به أن الامر فيه ترغيب في الفعل المأمور به، ويقتضي الرتبة. وهي أن يكون متوجها إلى من دونه، وليس

(1) سورة 6 الانعام آية 28 (2) مر هذا البيت في 1 / 86 و 2 / 131 و 3 / 88.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست