البكم الذين لا يعقلون من حيث لم ينتفعوا بما كانوا يسمعون من وعظ الله ولا يتكلمون بكلمة الحق، والصم آفة في الاذن تمنع السمع، ثم يصم صمما وهو أصم. وصمم على الامر إذا حقق العزم عليه وتصام عن القول إذا تغافل عنه. وعود أصم خلاف المجوف وأصله المطابقة من غير خلل. والبكم الخرس: الذي يولد به صاحبه لأنه قد يكون لآفة عارضة، وقد يكون لآفة لازمة.
وقال أبو جعفر عليه السلام نزلت الآية في بني عبد الدار لم يكن أسلم منهم غير مصعب بن عمير وحليف لهم يقال له سويبط. وقيل: نزلت الآية في النضر ابن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي.
قوله تعالى:
ولو علم الله فيهم خيرا لا سمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (23) آية.
معنى الآية ان الله تعالى اخبر انه لو علم فيهم. يعني هؤلاء الكافرين انهم يصلحون بما يورده عليهم من حججه وآياته لا سمعهم إياها ولم يخلف عنهم شيئا منها وإن كان قد أزاح علتهم في التكليف بما نصب لهم من الأدلة الموصلة إلى الحق، ولكنهم لا يصلحون بل يتولون وهم معرضون.
وقال ابن جريج وابن زيد: لا سمعهم الحجج والمواعظ سماع تفهم.
وقال أبو علي: لا سمعهم كلام الموتى الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره وقال الزجاج: لا سمعهم جواب كل ما يسألون عنه.
والاعراض خلاف الاقبال وهو الانصراف بالوجه عن جهة الشئ والاقبال الانصراف بالوجه إلى جهته والاستماع إيجاد السماع بايجاده والتعريض له. فان الله تعالى يسمعهم بأن يوجد السماع لهم. والانسان يسمعهم بأن يعرضهم للسماع