التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٧
ويحتمل أن يكون المراد أنه سيجعل لهم جنات تجري من تحتها الأنهار غير أنه ترك للظاهر. وقوله " ذلك الفوز العظيم " إشارة إلى ما أعده لهم واخبار منه بأنه الفوز العظيم. والفوز النجاة من الهلكة إلى حال النعمة، وسميت المهلكة مفازة تفاؤلا بالنجاة وإنما وصفه بالعظيم لأنه حاصل على جهة الدوام.
قوله تعالى:
وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم (91) آية.
قرأ يعقوب وقتيبة (المعذرون) بسكون العين وتخفيف الذال. الباقون بفتح العين وتشديد الذال، وجه قراءة من قرأ بالتخفيف أنه أراد جاءوا بعذر.
ومن قرأ بالتشديد احتمل أمرين: أحدهما - انه أراد المعتذرون، كان لهم عذر أولم يكن، وإنما أدغم التاء في الذال لقرب مخرجهما مثل قوله " يذكرون ويدكرون " وغير ذلك، وأصله يتذكرون. الثاني - انه أراد المقصرون، والمعذر المقصر، والمعذر المبالغ الذي له عذر. وأما المعتذر فإنه يقال لمن له عذر ولمن لا عذر له قال لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (1) معناه جاء بعذر. وقال الزجاج: يجوز أن يكون المعذرون الذين يعتذرون فيوهمون أن لهم عذرا ولا عذر لهم وروي عن ابن عباس انه قرأ بالتخفيف، وقال:
لعن الله المعذرين أراد من يعتذر بغير عذر، وبالتخفيف من بلغ أقصى العذر.

(١) ديوانه القصيدة: ٢١، وخزانة الأدب ٢ / 217 وتفسير الطبري 1 / 119 14 / 117 واللسان (عذر).
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست