التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٨
وقال قوم: دخلت اللام للفرق بين إيمان التصديق وايمان الأمان.
وقوله " ورحمة للذين آمنوا منكم " يعني ان النبي صلى الله عليه وآله رحمة للمؤمنين منكم وإنما خص المؤمنين بالذكر وإن كان رحمة للكفار أيضا من حيث انتفع المؤمنون به دون غيرهم من الكفار. ثم قال " والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم " اي مؤلم موجع جزاء لهم على أذاهم للنبي صلى الله عليه وآله.
وقال ابن إسحاق: نزلت هذه الآية في نبتل بن الحارث كان يقول: إني لا نال من محمد ما شئت، ثم آتيه اعتذر إليه وأحلف له فيقبل، فجاء جبرائيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انه يجلس إليك رجل ادلم ثائر شعر الرأس اسفع الخدين احمر العينين كأنهما قدر ان من صفر كبده أغلظ من كبد الجمل ينقل حديثك إلى المنافقين فاحذره وكان ذلك صفة نبتل بن الحارث من منافقي الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من اختار أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث، ذكره ابن إسحاق.
قوله تعالى:
يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين (63) آية.
اخبر الله تعالى أن هؤلاء المنافقين يقسمون بالله أنهم على دينكم وأن الذي بلغكم عنهم باطل " ليرضوكم " ومعناه يريدون بذلك رضاكم لتحمدوهم عليه. ثم قال تعالى " والله ورسوله أحق أن يرضوه " أي الله ورسوله أولى بأن يطلبوا مرضاتهما " ان كانوا مؤمنين " مصدقين بالله مقرين بنبوة نبيه، والفرق بين الأحق والأصلح ان الأحق قد يكون موضعه غير الفعل كقولك: زيد أحق بالمال، والأصلح لا يقع هذا الموقع لأنه من صفات الفعل وتقول: الله أحق أن يطاع ولا تقول أصلح، وقيل في رد ضمير الواحد في قوله " والله ورسوله أحق أن يرضوه " قولان:
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست