التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٠٦
والثاني - وأنتم تعلمون ما في الخيانة من الذم والعقاب بخلاف الجهال بتلك المنزلة.
وقوله: " وتخونوا " موضعه الجزم بتقدير، ولا تخونوا في قول ابن عباس وقال السدي: هو نصب على الظرف (1) أي إنكم إذا خنتم الرسول فقد خنتم أماناتكم. قال الفراء، ومثله قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأت مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم (2) وحكى الفراء في بعض القراءات: " ولا تخونوا أمانتكم " وقال جابر بن عبد الله: نزلت الآية في بعض المنافقين حين انذر أبا سفيان بخروج النبي لاخذ العير. وقال الزهري: نزلت في أبي لبابة في قصة بني قريظة وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام).
قوله تعالى:
واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم (28) آية.
أمر الله تعالى المكلفين ان يعلموا ويتحققوا ان أموالهم وأولادهم فتنة. وإنما يمكنهم معرفة ذلك بالنظر والفكر في الأدلة المؤدية إليه، وهو ما يدعوا إليه الهوى في الأموال والأولاد، وما يصرف عنه فمن تفقد ذلك وتحرز منه نجاه من مضرته والمراد بالفتنة ههنا المحنة التي يظهر بها ما في النفس من اتباع الهوى أو تجنبه فيخلص حاله للجزاء بالثواب أو العقاب بحسب الاستحقاق.

(1) المقصود من الظرف كونه بعد الواو التي بمعنى (مع) (2) قطر الندى 77 الشاهد 23 وقد مر في أماكن كثيرة من هذا الكتاب
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست