وتخلف تخلفا، وخلف تخليفا، وتخالفا تخالفا.
وقوله " أعجلتم أمر ربكم " قال الجبائي معناه أعجلتم منه ما وعدكم من ثوابه ورحمته، فلما لم تروه فعل بكم ذلك كفرتم، واستبدلتم به عبادة العجل، والعجلة التقدم بالشئ، قبل وقته، والسرعة عمله في أول وقته، ولذلك صارت العجلة مذمومة، والسرعة محمودة ويقال: عجلته أي سبقته وأعجلته استحثثته.
وقوله " وأخذ برأس أخيه يجره إليه " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال الجبائي: إنما هو كقبض الرجل منا على لحيته وعضه على شفته أو إبهامه، فأجرى موسى هارون مجرى نفسه، فقبض على لحيته، كما يقبض على لحية نفسه اختصاصا. وقال أبو بكر بن الاخشيد: إن هذا أمر يتغير بالعادة ويجوز أن تكون العادة في ذلك الوقت أنه إذا أراد الانسان أن يعاتب غيره لا على وجه الهوان أخذ بلحيته وجره إليه ثم تغيرت العادة الان وقال: إنما أخذ برأسه ليسر إليه شيئا أراده. وقال " يا بن أم " حكاية عما قال هارون لموسى حين أخذ برأسه خوفا من أن يدخل الشبهة على جهال قومه، فيظنون أن موسى فعل ذلك على وجه الاستخفاف به والانكار عليه " يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ".
ومن فتح ميم (أم) تحتمل قراءته أمرين:
أحدهما - أنه بني لكثرة اصطحاب هذين حتى صار بمنزلة اسم واحد مع قوة النداء على التغيير نحو خمسة عشر.
الثاني - أنه على حذف الألف المبدلة من ياء الإضافة، كما قال الشاعر:
يا بنية عما لا تلومي واهجعي (1) والقياس يا بن أمي، ومن كسر الميم إضافة إلى نفسه بعد أن جعله اسما واحدا، ومن العرب من يثبت الياء كما قال الشاعر: