تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ٣٢٣
قال: أما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا وبعثه إلى كافة الخلق رسولا، ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا يا فاطمة ان عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا وأقدمهم سلما وأعلمهم علما وأحلمهم حلما وأثبتهم في الميزان قدرا، فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) فأقبل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هل سررتك يا فاطمة؟ قالت: نعم يا أبة. قال: أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟ قالت: بلى يا نبي الله. قال: ان عليا أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الأمة هو وخديجة أمك، وأول من وازرني على ما جئت، يا فاطمة ان عليا أخي وصفيي وأبو ولدي، ان عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولا يعطاها أحد بعده، فأحسني عزاك واعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل. قالت: يا أبتاه فرحتني وأحزنتني. قال كذلك يا بنية أمور الدنيا يشوب سرورها حزنها وصفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول الله. قال: ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا في خيرهما قسما، وذلك قوله عز وجل * (وأصحب اليمين ما أصحب اليمين) * ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرهما قبيلة، وذلك قوله عز وجل * (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * (1) ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (2) ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فأنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب وأنت سيدة النساء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ومن ذريتكما المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا (3).

(١) الحجرات: ١٣.
(٢) الأحزاب: ٣٣.
(٣) أمالي الطوسي: ج ٢، ص (٢١٩ - ٢٢١).
روى الطبراني نحو الحديث (المعجم الكبير: ج ٣، بقية أخبار الحسن بن علي، ح 2674 - 2675، ص 57).
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»