فقلت: يا أمير المؤمنين إنك قلت: " إلى السبعين بلاء " فهل بعد السبعين رخاء؟
قال: نعم وإن بعد البلاء رخاء * (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) * (1).
163 - [العياشي] عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى أهبط إلى الأرض ظللا من الملائكة على آدم، وهو بواد يقال له الروحاء، وهو واد بين الطائف ومكة قال: فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته وهم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي فقال الله لآدم: انظر ماذا ترى؟ فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال الله: يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، ولمحمد بالنبوة كما أخذت عليهم في السماء قال آدم: يا رب وكيف وسعتهم ظهري؟ قال الله: يا آدم بلطف صنعي ونافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق؟ قال الله: أن لا يشركوا بي شيئا، قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه؟ قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم: فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، وليعصينك أكثرهم ان لم تعصمهم.
قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي (عليه السلام)، فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود وأكثر عمري؟ يا رب ان أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة أينفذ ذلك له؟ قال: نعم يا آدم قال: فاني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عمري! قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا. ومحا من عمر آدم ثلاثين سنة وكان له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر (عليه السلام):