تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٧٤
لوط فلما رآهم إبراهيم ذبح عجلا سمينا فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا: يا إبراهيم إنا رسل ربك ونحن لا نأكل الطعام إنا أرسلنا إلى قوم لوط وخرجوا من عند إبراهيم، فوقفوا على لوط وهو يسقي الزرع فقال:
من أنتم؟ قالوا: نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة فقال لوط: ان أهل هذه القرية قوم سوء ينكحون الرجال في أدبارهم ويأخذون أموالهم، قالوا: قد أبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلى أهله وكانت امرأته كافرة، فقال: قد أتاني أضياف هذه الليلة فاكتمي أمرهم قالت: أفعل، وكانت العلامة بينها وبين قومها انه إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن من فوق السطح وإذا كان بالليل توقد النار. فلما دخل جبرائيل (عليه السلام) والملائكة معه بيت لوط وثبت امرأته على السطح فأوقدت نارا، فأقبل القوم من كل ناحية يهرعون إليه أي يسرعون ودار بينهم ما قصه الله تعالى في مواضع من كتابه، فضرب جبرائيل (عليه السلام) بجناحه على عيونهم فطمسها، فلما رأوا ذلك علموا أنهم قد أتاهم العذاب، فقال جبرائيل (عليه السلام): يا لوط اخرج من بينهم أنت وأهلك إلا امرأتك، فقال: كيف أخرج وقد اجتمعوا حول داري فوضع بين يديه عمودا من نور وقال: اتبع هذا العمود ولا يلتفت منكم أحد فخرجوا من القرية، فلما طلع الفجر ضرب جبرائيل بجناحه في طرف القرية فقلعها من تخوم الأرضين السابعة ثم رفعها في الهواء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وصراخ ديوكهم ثم قلبها عليها وهو قول الله عز وجل * (فجعلنا عليها سافلها) * وذلك بعد أن أمطر الله عليهم حجارة من سجيل وهلكت امرأته بأن أرسل الله عليها صخرة فقتلها. وقيل قلبت المدينة على الحاضرين منهم فجعل عاليها سافلها وأمطرت الحجارة على الغائبين فأهلكوا بها (1).

(1) مجمع البيان: ج 4، ص (551 - 552).
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»