مناظرة بين الزمزمي والألباني - محمد الزمزمي بن الصديق ، حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢٩
الذي يفهم من تلك الزيادات التي زادوها على المعنى المعروف بدون دليل من القرآن أو السنة.
أما السمع والبصر، فلم يزد أحد عليهما ما يوهم تشبيههما بسمع المخلوق وبصره فلم تكن هناك شبهة تدعونا إلى أن نقول فيهما مثل قولنا في الاستواء (17).
المسألة الخامسة:
(السؤال): لماذا أنكرت حديثا صحيحا ثابتا في " صحيح مسلم " وقلت: إنه مكذوب (18)؟!

(١٧) فإن وجدت الشبهة بينا أوجه الافتراق كما ذكرنا في مقدمتنا على " دفع شبه التشبيه " ص (٩).
(١٨) يقصد الألباني المتناقض!! في هذا: حديث الجارية بلفظ " أين الله " وهذا الحديث بهذا اللفظ " أين الله قالت: في السماء " غير ثابت إطلاقا، أي أنه من تصرف الرواة مع تسليم حسن السند كما أوضحناه في رسالة لنا وذلك لان الحديث مروي أيضا بإسناد صحيح بلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " بدل " أين الله " رواه أحمد في مسنده (٣ / ٤٥٢) وقال الحافظ الهيثمي في " المجمع " (٤ / ٢٤٤): " رجاله رجال الصحيح " كما رواه غيره انظر التعليق رقم (١٢٣) على " دفع شبه التشبيه " ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه (١ / ٤١٩ برقم ١٨٩) من طريق أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو وكذا رواه غير ابن حبان من طرق أخرى ورواية حماد بن سلمة هنا صحيحة بلا شك ولا ريب أما عند خصومنا المجسمة وخاصة شيخهم المتناقض!! فلا جدال في ذلك لان حماد بن سلمة عندهم ثقة، وهو كذلك إلا في أحاديث الصفات التي ظاهرها التشبيه وأما عندنا فلانه لم يأت هنا بما يؤيد عقيدة التجسيم التي يعتنقها الألباني المختلط!! وهو متابع في روايته هذه فافهم هداك الله!! وراجع تخريجنا لهذا اللفظ في التعليق على " دفع شبه التشبيه " ص (١٨٨) واستيقظ!!
فلفظ " أين الله " ليس مكذوبا ولا يقال موضوع إنما هو من تصرف الرواة رواية بالمعنى، وذلك لان الحديث النبوي الشريف لم ينقل لنا بحروفه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل القرآن وليس هو من لفظ النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام بدليل أن رواة هذا الحديث رووه بألفاظ مختلفة فتبين أن لفظ " أين الله " ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قطعا!! والله الهادي!
والله سبحانه وتعالى لا يسأل عنه " بأين " ولا يجوز السؤال عنه بذلك شرعا وليس للمتناقض!! أن يحاور ويداور في ذلك بعد هذا البيان!!
وإنما يجب عليه أن ينصاع للحق ويترك المغالطة والمجادلة بالباطل!!
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " فتح الباري " (1 / 221 من طبعة دار المعرفة): " لا يتوجه عليه في وجوده - سبحانه - أين وحيث ". فافهم!!
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 ... » »»