العرش. لأنه إذا كان محيطا بنا - كما قال - فهو غير متحيز فوق العرش، بل هو على العرش وهو معنا محيط بنا كإحاطة الخيمة بمن تحتها.
(الثاني): التجسيم وتشبيه إحاطة (الله) بالعالم بإحاطة (الخيمة) بمن تحتها.
فإن قال: لم أقصد هذا المعنى..
قلنا: فما معنى الحديث الذي سألناك عنه؟!
إن قلت: إن معناه أن الله قبل وجه المصلي بالعلم، كنت قد أولته، والتأويل ممنوع في نصوص الصفات!!!
وهو مع ذلك تأويل باطل باتفاق العقلاء، بله العلماء.
وكان لخصمك الحق في أن يقابلك بالمثل، فيؤول " الاستواء على العرش " بالعلم - أيضا لان قوله تعالى: (استوى على العرش،. يعلم ما يلج في الأرض) الحديد: 4، يقتضي ذلك، لان جملة " يعلم... " جملة حالية من فاعل " استوى ".
والمقرر في علم النحو أن " الحال قيد في عاملها ". وعلى ذلك يكون معنى " الاستواء ": الاستواء بالعلم.
فلم يبق إلا أنك أردت أن (الله) محيط بالعالم كإحاطة (الخيمة) بمن تحتها، كما دلت عليه إشارتك بيديك - معا - وأنت تجيب عن الحديث.